آخر توقعات عالم الزلازل الهولندي: تحذيرات من زلازل قوية بين الشكوك والجدل
يشهد عالم الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس اهتمامًا واسعًا بسبب توقعاته المتكررة حول حدوث زلازل قوية في مناطق مختلفة من العالم. وقد أثار هوغربيتس جدلًا واسعًا بسبب اعتماده على ما يُسمى بـ “هندسة الكواكب” في توقعاته، حيث يربط بين مواقع الكواكب والنشاط الزلزالي. وعلى الرغم من أن بعض هذه التوقعات تحققت، إلا أن المنهجية التي يعتمدها تظل مثيرة للجدل بين العلماء. ومع ذلك، تظل توقعاته مصدر قلق لكثير من الأشخاص، خصوصاً بعد تحقّق بعض منها في أوقات سابقة.
في هذا المقال، سنستعرض أحدث توقعات هوغربيتس حول الزلازل وماذا يتوقع حدوثه في المستقبل القريب، وكيف ينظر العلماء إلى هذه التوقعات.
توقعات هوغربيتس الأخيرة: تحذير من زلازل قوية
في أحدث ظهور له عبر قناته على يوتيوب “SSGEOS”، حذّر فرانك هوغربيتس من احتمال وقوع زلازل قوية نتيجة اقتران فلكي بين بعض الكواكب والقمر. وأشار إلى أن يومي 14 و15 أكتوبر شهدا تقاربًا بين الكواكب، وهو ما يعتقد أنه قد يسبب زلزالًا بقوة تصل إلى 7 درجات. على الرغم من عدم وقوع زلزال كبير حتى الآن، إلا أن هوغربيتس أكد أن النشاط الزلزالي قد يتأخر عن التواريخ المتوقعة بيوم أو يومين.
وما أثار مزيدًا من القلق هو حديث هوغربيتس عن نشاط زلزالي بدأ يظهر في بعض المناطق، حيث أشار إلى أن أول مؤشر قوي حدث في شرق تركيا يوم 4 أكتوبر، وتبعه نشاط آخر في 14 أكتوبر، مما عزز المخاوف من زلزال آخر قد يضرب المنطقة في الأيام المقبلة.
هندسة الكواكب: منهجية مثيرة للجدل
على الرغم من تحقّق بعض توقعات هوغربيتس، إلا أن العلماء يرفضون بشكل قاطع فكرة ربط مواقع الكواكب بالزلازل. يعتبر المجتمع العلمي أن النشاط الزلزالي يعتمد على قوى جيولوجية معروفة، مثل تحركات الصفائح التكتونية وليس مواقع الكواكب. ومع ذلك، يستمر هوغربيتس في تقديم توقعاته بناءً على تحليلاته الخاصة.
وفي تصريحاته الأخيرة، أوضح هوغربيتس أنه لا يتوقع حدوث “هندسة حرجة” بين الكواكب حتى نهاية أكتوبر، لكنه حذّر من اقتران قمري قد يؤدي إلى زلازل بقوة تصل إلى 6 درجات على مقياس ريختر. ومن المتوقع أن يحدث هذا الاقتران يومي 27 و28 أكتوبر بين القمر وكواكب مثل زحل ونبتون، مما يزيد من احتمال وقوع زلازل في تلك الفترة.
التوقعات المستقبلية: هل يجب القلق؟
في تصريحاته، أشار هوغربيتس إلى أن التوقعات قد لا تكون دقيقة تمامًا، حيث قد تتأخر الزلازل أو تحدث قبل التاريخ المتوقع بيوم أو يومين. ومع ذلك، شدّد على ضرورة متابعة التطورات والنشاطات الزلزالية بدقة لضمان الاستعداد في حالة حدوث أي نشاط زلزالي قوي.
هوغربيتس نصح بمتابعة التحديثات على قناته ومنصات أخرى تراقب النشاط الزلزالي في المناطق المعرضة للخطر، موضحًا أن التحليل المستمر للكواكب وأقمارها يمكن أن يساعد في التنبؤ بأي أنشطة زلزالية محتملة.
ردود الفعل من المجتمع العلمي والجمهور
بينما يجذب هوغربيتس اهتمامًا واسعًا من وسائل الإعلام والجمهور بسبب تحقّق بعض من توقعاته، لا تزال المجتمع العلمي يشكك في صحة أسلوبه. يُعتبر التنبؤ بالزلازل بناءً على الكواكب موضوعًا يفتقر إلى الأدلة العلمية القوية، حيث تؤكد هيئات الزلازل العالمية أن تحركات الصفائح التكتونية والتوترات الأرضية هي العوامل الأساسية وراء حدوث الزلازل.
ومع ذلك، يشعر بعض الأفراد بالقلق من هذه التوقعات، خصوصًا بعد الزلزال الكبير الذي ضرب تركيا في وقت سابق وتطابق مع توقّع سابق لهوغربيتس. تظل هذه التوقعات مثيرة للاهتمام ولكنها تحتاج إلى مراجعة علمية دقيقة.
الخاتمة: التوقعات بين القلق والواقع
تظل توقعات عالم الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس محط جدل واسع بين المجتمع العلمي والجمهور. وبينما تحقق بعض هذه التوقعات نجاحًا في توقيت وقوع الزلازل، يظل السؤال حول مصداقية أسلوب ربط الكواكب بالزلازل موضوعًا للنقاش. في الوقت الحالي، ينصح المتخصصون بالاعتماد على العلوم الجيولوجية والتقنيات الحديثة لمراقبة النشاط الزلزالي والاستعداد لأي طارئ، مع متابعة التحديثات وتجنب الانجرار وراء التوقعات غير المؤكدة.