سبب وفاة فتح الله غولن الحقيقي: زعيم الماسونية في تركيا يرحل عن عمر 83 عامًا
في يوم 20 أكتوبر 2024، رحل عن عالمنا فتح الله غولن، الشخصية المثيرة للجدل والمعروفة بكونها زعيمًا مؤثرًا في تركيا وأحد أبرز معارضي النظام الحالي. توفي عن عمر يناهز 83 عامًا بعد معاناة مع أمراض الشيخوخة التي سيطرت عليه في السنوات الأخيرة. غولن، الذي عاش جزءًا كبيرًا من حياته في الولايات المتحدة الأمريكية، كان له دور كبير في تشكيل السياسة التركية على مدى عقود، وكان دائمًا مصدر جدل بسبب آرائه السياسية والدينية.
من هو فتح الله غولن؟
فتح الله غولن، المولود في 27 أبريل 1941 في إحدى قرى قضاء حسن قلعة في تركيا، كان شخصية ذات تأثير واسع في تركيا وخارجها. تعلم في مدارس دينية وقرأ العديد من الكتب الفلسفية والدينية خلال سنوات دراسته. كانت نشأته دينية تأثر فيها بتعاليم الإسلام والفكر الصوفي، وكان من تلاميذ العالم التركي “سعيد النورسي”.
على الرغم من صداقته الأولية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلا أن العلاقة بينهما سرعان ما تحولت إلى عداوة، وخاصة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي اتهمت حكومة أردوغان جماعة غولن بالوقوف وراءها في عام 2016. وقد صنفت السلطات التركية حركة غولن كجماعة إرهابية، وتعرض غولن للمضايقات السياسية التي أرغمته على مغادرة تركيا في عام 1999.
النشاط الديني والسياسي لفتح الله غولن
بدأ فتح الله غولن مسيرته في مجال الدعوة الإسلامية والوعظ، حيث نشر أفكاره الدينية والفكرية في مختلف الدول. اشتهر بتبنيه فكرة الحوار بين الأديان والديمقراطية، وكان يسعى دائمًا إلى نشر الفهم المعتدل للدين. أسس غولن جماعته التي أصبحت معروفة بنفوذها الكبير داخل تركيا، وترك تأثيرًا واسعًا في العديد من المجالات بما في ذلك التعليم والسياسة والإعلام.
عاش غولن معظم سنوات حياته الأخيرة في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن غادر تركيا بسبب المضايقات السياسية التي تعرض لها من قبل النظام التركي. رغم ذلك، استمر في الدعوة إلى الله ونشر أفكاره بين أتباعه.
محاولة الانقلاب 2016 والعداء مع أردوغان
كانت العلاقة بين فتح الله غولن ورجب طيب أردوغان قوية في البداية، ولكن مع مرور الوقت تحولت إلى عداء سياسي. في عام 2016، اتهمت حكومة أردوغان غولن بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة، مما زاد من تعقيد العلاقة بين الطرفين. وعلى الرغم من إنكار غولن لتلك التهم، إلا أن هذه الحادثة أثرت بشكل كبير على مكانته في تركيا والعالم الإسلامي.
سبب وفاة فتح الله غولن
استمر فتح الله غولن في العيش خارج تركيا حتى وفاته في 20 أكتوبر 2024. تعرض لمشاكل صحية متعددة خلال سنواته الأخيرة، وكانت أمراض الشيخوخة هي السبب الرئيسي في وفاته. ورغم محاولات علاجه، إلا أن حالته الصحية تدهورت بشكل كبير حتى وفاته عن عمر 83 عامًا.
ردود الفعل على وفاة فتح الله غولن
بعد وفاة غولن، تفاعل العديد من السياسيين والنشطاء من داخل تركيا وخارجها مع الخبر. نشرت العديد من الشخصيات السياسية في تركيا والعالم العربي تعازيها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تم تدشين هاشتاق يحمل اسمه على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، تعبيرًا عن ردود الفعل المتباينة حول إرثه وتأثيره.
في الختام: بوفاة فتح الله غولن، ينتهي فصل من فصول السياسة التركية التي شهدت الكثير من التغيرات والصراعات على مدار العقود الماضية. غولن الذي أثر في المشهد السياسي والديني بتركيا، سيظل اسمه مرتبطًا بالجدل والجدال حول تأثيره وأفكاره. ترك وراءه أتباعًا ومؤيدين، لكنه أيضًا كان محورًا للنزاعات السياسية والدينية التي لم تنتهِ حتى بعد وفاته.