أسدا قصر النيل يشغلان مصر: قصة صيانة تثير الجدل وتفاعل واسع على وسائل التواصل

تصاعدت ردود الفعل في مصر مؤخرًا حول صيانة تماثيل أسدي قصر النيل، إحدى المعالم البارزة في القاهرة، وذلك بعد تداول صور تظهر هذه التماثيل وقد تم طلاؤها بطريقة وصفها البعض بأنها غير مهنية، مما أدى إلى إحداث تغيير واضح في مظهرها. فكيف بدأت القصة وما هي التفاصيل؟

استخدام طلاء “الرولة” يثير الانتقادات

أثار طلاء تماثيل أسدي قصر النيل بطلاء أسود باستخدام “الرولة” موجة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر النشطاء والمستخدمون عن استيائهم من الطريقة المستخدمة والتي اعتبروها تشويهًا للتماثيل. وفي بيان لها، أعربت نقابة الفنانين التشكيليين عن رفضها لهذه الطريقة، مؤكدةً أن هذا الأسلوب يتنافى مع القواعد العلمية والفنية لصيانة التماثيل البرونزية ويُفقد التماثيل قيمتها الفنية. وأشارت النقابة إلى أن استخدام هذا الطلاء السميك قد طمس خامة البرونز الأصلية، مما جعل التماثيل تبدو بمظهر غير ملائم لرمزيتها التاريخية.

ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي

سرعان ما انتشرت صور التماثيل بحلتها الجديدة، وعبّر الآلاف من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم من التشويه الذي لحق بأسدي قصر النيل، مؤكدين أن هذه المعالم تمثل جزءًا من هوية القاهرة وتاريخها، مما دفعهم للمطالبة بمحاسبة الفاعلين والتدخل لإعادة التماثيل إلى حالتها الأصلية.

تدخل سريع من السلطات لاحتواء الأزمة

أعلنت محافظة القاهرة ووزارة السياحة والآثار عن شروعهما في أعمال صيانة شاملة، لا تقتصر على تماثيل أسود قصر النيل فحسب، بل تشمل 21 تمثالاً في ميادين مختلفة من العاصمة. وأعربت نقابة الفنانين التشكيليين عن تقديرها للاستجابة السريعة من قبل المحافظ الدكتور إبراهيم صابر والدكتور جمال مصطفى، مشيرةً إلى أنه تم التنسيق مع الوزارة لتوحيد الجهود في عملية الترميم لإعادة التماثيل إلى لونها وبريقها الأصليين.

قيمة أسود قصر النيل التاريخية والفنية

تمثل تماثيل أسود قصر النيل الأربعة جزءًا من التراث الفني والتاريخي للقاهرة. تعود هذه التماثيل إلى أواخر القرن التاسع عشر، حيث تم نحتها على يد الفنان الفرنسي هنري جاكمار بناءً على طلب خاص من الخديوي إسماعيل. وُضعت التماثيل في مدخل ومخرج جسر قصر النيل، مما جعلها رمزاً معترفاً به للعاصمة المصرية، ومعلماً يتردد عليه الزوار والسكان المحليون منذ ذلك الحين.

خطوات استباقية للحفاظ على التراث

مع الجدل المثار حول صيانة تماثيل أسدي قصر النيل، يمكن القول إن هذا الحدث ألقى الضوء على أهمية العناية بالتراث العمراني والفني في القاهرة. ومن المتوقع أن تتخذ السلطات إجراءات أكثر صرامة في المستقبل لضمان الحفاظ على هذه المعالم الأثرية، وتطبيق الأساليب الفنية الملائمة التي تضمن صيانة التراث بطرق احترافية.

الخاتمة: تشكل قضية أسود قصر النيل مثالاً على أهمية الحفاظ على المعالم التاريخية والتعامل معها باحترام يتناسب مع قيمتها ورمزيتها. ومع الاستجابة السريعة من الجهات المعنية، يأمل الكثيرون أن تكون هناك خطة واضحة للحفاظ على التراث المصري وضمان استمراريته للأجيال القادمة.

محمد علي

صحفي تحقيقي بارع، يتميز بشغفه بكشف الحقائق وإيصالها للجمهور. يمتلك مهارات بحث وتقصي عالية، ويتبع المنهج العلمي في تحليله للأحداث. يتميز بأسلوبه الجريء والمؤثر الذي يدفع القارئ إلى التفكير والتأمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !