من هي علياء منصور التي تم القبض عليها؟
علياء منصور، الصحافية والناشطة السياسية اللبنانية السورية، شغلت الرأي العام مؤخرًا بعد تعرضها لتوقيف أمني مثير للجدل. تعد منصور من الشخصيات المعروفة بمواقفها المعارضة للنظام السوري، وهي نائبة رئيس التحرير في موقع NOW LEBANON. لكن ما سبب توقيفها؟ وما هي الملابسات التي رافقت هذا الحادث؟
تفاصيل القبض على علياء منصور
في 19 أكتوبر 2024، تعرضت علياء منصور لعملية توقيف مفاجئة على يد أمن الدولة اللبناني، وذلك بناءً على شبهة التعامل مع إسرائيل. وأفادت مصادر أمنية أن عملية التوقيف جاءت بعد تلقي إشارة من معاون مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، القاضي كلود غانم.
المثير في القضية هو أن التوقيف تم بناءً على تغريدة منشورة عبر حساب وهمي على منصة X (تويتر سابقًا)، وهو ما أثار جدلًا واسعًا حول صحة الاتهامات وسلامة الإجراءات المتخذة.
الخلفية وراء التوقيف
ظهرت العديد من الشائعات والادعاءات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وحسابات مقربة من حزب الله والتيار الوطني الحر تفيد بأن منصور قد تكون متورطة في أنشطة تتعلق بالتعامل مع العدو الإسرائيلي. هذه الاتهامات أثارت استياءً واسعًا بين الإعلاميين والنشطاء، حيث رأوا فيها محاولة لتشويه سمعتها والتشكيك في نزاهتها.
المواقع التي تناولت القضية أكدت أن منصور ليست الوحيدة التي تحوم حولها الشبهات، بل تم الإشارة إلى وجود “شركاء معروفين” شاركوا في أنشطة مشابهة، بينهم أكاديمي مثير للجدل، في تلميح إلى الدكتور مكرم رباح.
ردود الفعل الإعلامية على التوقيف
لم يمر توقيف علياء منصور دون ردود فعل قوية من قبل الإعلاميين والنشطاء. الإعلامية ديما صادق سخرت من الاتهامات الموجهة لمنصور، مشيرة إلى أنها ترتكز على أساليب قديمة لم تعد تواكب التطور التكنولوجي الحالي. كما انتقدت الاعتماد على وسائل بدائية مثل “الحبر السري” و”إرسال الشيفرات”.
من جهته، علّق الصحافي طوني بولس بأن التوقيف كان متوقعًا، مشيرًا إلى أن الذباب الإلكتروني التابع لمليشيا حزب الله كان أول من أعلن عن خبر التوقيف وبدأ في نشر الشائعات.
حقيقة الاتهامات
كشف العديد من الصحفيين، بما فيهم يمنى فواز، أن التهم الموجهة إلى علياء منصور قد تكون مستندة إلى معلومات غير موثوقة مصدرها حسابات مفبركة على مواقع التواصل الاجتماعي. فواز أشارت إلى أن أحد الحسابات المزيفة نشر تعليقًا مستفزًا على تغريدة لـ “إيدي كوهين”، ومن ثم تم توقيف منصور بناءً على تلك المعلومات غير الدقيقة، مما يثير تساؤلات حول الأسس القانونية لهذه الإجراءات.
إطلاق سراح علياء منصور
بعد ساعات قليلة من عملية التوقيف، تم إطلاق سراح علياء منصور، إلا أن هذه الحادثة أثارت موجة من الاستنكار حول طريقة التعاطي مع الناشطين والإعلاميين في لبنان. يُنظر إلى هذه الحادثة على أنها واحدة من محاولات القمع المتزايدة التي تستهدف الشخصيات التي تعارض بعض الجهات السياسية في البلاد.
خاتمة: تظل قضية علياء منصور واحدة من أبرز القضايا التي شغلت الرأي العام في لبنان مؤخرًا، حيث تعكس هذه الحادثة الصراع القائم بين الحرية الإعلامية والمحاولات المتكررة لكبت الأصوات المعارضة. ورغم إطلاق سراحها، إلا أن تداعيات هذه الحادثة ما زالت مستمرة، وتثير تساؤلات حول مستقبل الحريات الإعلامية والسياسية في لبنان.